کد مطلب:109983 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:147
إلی بعض عمّاله، وقد بعثه علی الصدقة أَمَرَهُ بِتَقْوَی اللهِ فِی سَرَائِرِ أُمُورِهِ وَخَفِیَّاتِ عَمَلِهِ، حَیْثُ لاَ شَهِیدَ غَیْرُهُ، وَلاَ وَكِیلَ دُونَهُ. وَ أَمَرَهُ أَلاَّ یَعْمَلَ بَشَیْءٍ مِنْ طَاعَةِ اللهِ فِیما ظَهَرَ فَیُخَالِفَ إِلَی غَیْرِهِ فِیَما أَسَرَّ، وَمَنْ لَمْ یَخْتَلِفْ سِرُّهُ عَلاَنِیَتُهُ، وَفِعْلُهُ وَمَقَالَتُهُ، فَقَدْ أَدّی الْأَمَانَةَ، وَأَخْلَصَ الْعِبَادَةَ. وَأَمَرَهُ أَلاَّ یَجْبَهَهُمْ، وَلاَ یَعْضَهَهُمْ، وَلاَ یَرْغَبَ عَنْهُمْ تَفَضُّلاً بِالْإِمَارَةِ عَلَیْهِمْ، فَإِنَّهُمُ الْإِخْوَانُ فِی الدِّینِ، وَ الْأَعْوَانُ عَلَی اسْتِخْرَاجِ الْحُقُوقِ. وَإِنَّ لَكَ فِی هذِهِ الصَّدَقَةِ نَصِیباً مَفْرُوضاً، وَحَقّاً مَعْلُوماً، وَشُرَكَاءَ أَهْلَ مَسْكَنَة، وَضَعَفَاءَ ذَوِی فَاقَةٍ، إِنَّا مُوَفُّوكَ حَقَّكَ، فَوَفِّهِمْ, حُقُوقَهُمْ، وَإِلاَّ تَفْعَلْ فَإِنَّكَ مِنْ أَكْثَرِ النَّاسِ خُصُوماً یَوْمَ الْقِیَامَةِ، وَبُؤْسی لِمَنْ -خَصْمُهُ عِنْدَ اللهِ - الْفُقَرَاءُ وَالْمَسَاكِینُ وَالسَّائِلُونَ وَالْمَدْفُوعُونَ وَالْغَارِمُونَ وَابْنُ السَّبِیلِ! وَمَنِ اسْتَهَ انَ بِالْأَمَانَةِ، وَرَتَعَ فِی الْخِیَانَةِ، وَلَمْ یُنَزِّهَ نَفْسَهُ وَدِینَهُ عَنْهَا، فَقَدْ أَحَلَّ بِنَفْسِهِ الْذُّلَّ وَالْخِزْیَ فِی الدُّنْیَا، وَهُوَ فِی الْآخِرَةِ أَذَلُّ وَأَخْزَی. وَإِنَّ أَعْظَمَ الْخِیَانَةِ خِیَانَةُ الْأُمَّةِ، وَأَفْظَعَ الْغِشِّ غِشُّ الْأَئِمَّةِ، وَالسَّلاَم.
ومن عهد له علیه السلام